
بعد الحادثة المروعة اللي عملها متولي المرة اللي فاتت، مزيد من التفاصيل
اضطر انه يصرف على العربية بتاع "ترنتاشر ألف" جنيه عشان يرجعها عروسة زي ما كانت
أصله كان خيّش في عامود (ماهي بقت موضة)، والعجيب انه طلع منها سليم، الظاهر إن دي إحدى مظاهر الافتكاس العلمي
في يوم تاني أخد متولي صاحبه اللدود عم مصدق معاه يتفسحوا شوية، وفي الطريق يدوروا على مكان ياكلوا فيه (ماهي ما تنفعش فسحة من غير أكل)
في الطريق، ابتدى متولي يواجه مغامرات ومصاعب الشوارع والزحمة البغيضة
ابتدت المغامرات بالكوبري اللي طلعه، المشكلة مش في الطلوع، المشكلة كانت في النزول
وهم نازلين العربية اللي قدامه فرملت فجأة، فاضطر متولي انه يفرمل فجأة، وحتى الآن هو مش عارف ازاي قدر يفرمل بسرعة وبأعجوبة من غير ما يلبس في العربية اللي قدامه
في نفس اللحظة ابتدى يسمع صوت فرامل عالي أوي، بص في مراية العربية فلقى عربية جاية من بعيد وطايرة، والظاهر اللي سايقها مش عارف يوقفها
متولي أعصابه انهارت وهو شايف الوحش ده طاير ناحيته، قعد يقول: يا رب، يا رب، يا رب، وفعلا ربنا ستر والعربية اللي وراه وقفت، بس وقفت بالعرض وسدت الشارع
لكن العربية اللي ورا متولي دي كان حظها ان شاب لذيذ بموتسيكل خبط فيها خبطة قوية، خلت الموتسيكل يطير بصاحبه، لحد ما اتكوموا هم الاتنين على الارض جنب متولي
اكتشف متولي بعد كده ان السبب في كل البلاوي دي كان عيل صغير بيعدي الشارع عند منزل الكوبري، معلش بقى عيل وغلط
ابتدت العربيات تمشي تاني طبيعي
ابتدى عم مصدق يقول لمتولي: على فكرة يا داكتور، من أهم قواعد السواقة هنا إنك تسيب بينك وبين العربية اللي قدامك 5 سنتيمتر بس، ولا أكتر ولا أقل
متولي: اشمعنى 5 سنتيمتر بس يعني
مصدق: سألتني اشمعنى، أقول لك أنا بقى، عشان لو سبت أقل من كده هتبقى معرض إنك تلبس في اللي قدامك لبسة مش تمام مجرد ما يفرمل لأي سبب طارئ زي ما حصل من شوية كده
متولي: طب وليه ما أسيبش مسافة أكبر من كده شوية عشان أبقى مأمن نفسي من الناحية دي
مصدق: عشان لو سبت أكتر من كده، الناس اللي جنبك عدم اللامؤاخذة هيستهفؤوك، وفجأة تلاقي واحد منهم قام كاسر عليك ودخل بوز عربيته بينك وبين اللي قدامك، ساعتها بقى يا حلو يبقى حطك أمام الأمر الواقع، ولازم هتسيبه يعدي، خلي بالك الناس بقيت وحشة أوي وهي سايقة يا دكتور، انت عارف ده في مرة ...
مالحقش عم مصدق يكمل كلامه، وإذا به يصرخ فجأة: آآآآآآآآآآآه يا عينيييييييي
متولي اتفاجئ، وبص على عم مصدق عشان يشوف حصل له ايه، طلع إن واحد بيوزع إعلانات مطعم من إياهم على العربيات، لما يلاقي شباك عربية مفتوح يقوم رازع الإعلان في وش اللي قاعد بسرعة عشان العربية طبعا بتبقى ماشية بسرعة
حاول متولي إنه يركز مع عم مصدق شوية عشان يتطمن على عينه، لكن ماقدرش عشان كان لازم يركز في السواقة، خاصة وإنهم اتفاجئوا بالعربية اللي قدامهم على الشمال بتكسر عليهم يمين مرة واحدة
فاضطر متولي يخش شمال، فالعربية كسرت عليه شمال مرة واحدة، وكأن اللي سايق ده ما يعرفش إن فيه اختراع في العربية اسمه "مرايات جانبية"، فبص متولي على اللي سايق العربية، طلع راجل بيتكلم في الموبايل
حاول متولي إنه يعدي منه، لكنه كان سايق زي ما يكون في صحرا لوحده، ماشي بين حارتين، ولا سايب اللي على يمينه يعدي، ولا سايب اللي على شماله يعدي
أخيرا دخل متولي بعد كده في أحد الشوارع الجانبية وهرب من الراجل بتاع الصحرا ده، لكنه فوجئ (هو طول الطريق عمال يتفاجئ) بمنظر عجيب جدا جدا
الناس "الماشية" كلها "ماشية" في وسط الشارع، في وسط الشارع فعلا
ابتدى متولي يحط ايده على كلاكس العربية عشان يفوّق الناس دي، فكانت ردود الأفعال كالتالي
واحد شوّح له بإيده وقال بعصبية: ما تعدي، الشارع فاضي اهه
والتاني بص له بتناكة كده من فوق لتحت وكمل طريقه عادي ولا كأنه واخد باله
والتالت كان بيعدي الشارع وهو مدي ظهره للعربية تطبيقا لمبدأ "السواق أكيد هو اللي هياخد باله"
والرابع وهو بيعدي كان مقرب أوي أوي من عربية متولي، قال يعني كأنه واخد باله كويس، لكن متولي هو اللي كان خايف لو اضطر يجي يمين ولا شمال فجأة ممكن يشيل الراجل
هنا ابتدى الشيطان يوسوس بعنف لمتولي، واشتركت معه نفسه الأمارة بالسوء
كلهم كانوا بيصرخوا وبيقولوا له في نفس واحد: دوووس بنزييين، شيييل الناس دي، إلعب معاهم GTA
لكن متولي قدر يقاوم الإغراءات دي، ومسك أعصابه بالعافية، بالعافية فعلا
وبذكاء متولي المعهود وبقوة ملاحظته قدر يلاحظ إن الرصيف فاضي، فاضي تماما
ماهو الشعب مش متعود يمشي على الرصيف، الشعب بيمشي في وسط الشارع
فكان قرار متولي الصائب، إنه يمشي بالعربية فوق الرصيف
طلع متولي على الرصيف ومشي فعلا بسرعة من غير ما حاجة تعطله
وعم مصدق فطسان على روحه من الضحك جنبه
فضلوا ماشيين ماشيين لحد ما اضطروا يقفوا في الآخر، اللي وقفهم كان صندوق زبالة كبير مقلوب، والزبالة كلها مرمية على الرصيف
ساعتها نزل متولي من على الرصيف آسفا عشان يكمل طريقه في الشارع
فجأة لقى أضواء باهرة مبهرة مسلطة عليه بشدة، أضواء غير عادية، متولي مش قادر يفتح عينه من شدة الضوء وهو بيقول: إييييه ده؟؟؟
قال عم مصدق: ده واحد من الشباب إيه اللي فرحان بالـ"زييينون"، واد ماشي عكسي وهيعمينا بالزييينون بتاعه ده
اقتربت العربية شوية شوية، لحد ما عدت من على شمال متولي بالعافية في الشارع الجانبي الضيق ده، فاتفح الشباك "المتفيّم" (يعني الإزاز لونه أسود)، وطلعت منه راس راجل بنضارة سودة "متفيّمة" برضه وابتدى يعلي صوته على متولي وهو بيقول: انت أعمى؟ مش شايفني جاي، ماتحاسب يا بني آدم
متولي الحقيقة فقد ساعتها القدرة على الرد تماما من غرابة موقف الراجل بتاع "الزييينون" اللي ماشي عكسي ده
بدأ متولي يتجه نحو "عمو حسني"
وحاول إنه يلاقي مكان يركن قدام "عمو حسني" اللي بقى موضة هو كمان
بس ماكانش فيه مكان يركن فيه، قعد متولي يلف ويلف ويلف بيدوّر على مكان، ومافيش فايدة
يعمل إيه بقى متولي؟
ده اللي هنعرفه في الجزء الثاني من القصة إن شاء الله










